|
|
|
|
|
ماشطة ابنة فرعون
22/06/2008 10:38

إن من ينظر إلى الواقع الذى نعيشه يجد رغبة الناس فى الدنيا وعزوفهم عن الآخرة,فكان لا بد من تذكير النفس وتذكيركم بأن ما أعد الله للمؤمنين والمؤمنات خير من الدنيا وما فيها وأن من أراد الوصول فعليه بالأصول
وتزداد حاجتنا اليوم إلى القدوة ونحن فى أمس الحاجة للنظر فى سيرة أولئك الرجال والنساء المؤمنين والمؤمنات الذين نصروا الدين بأرواحهم ودمائهم حتى نتأسى بهم
** من كان متأسيا فليتأسى بمن مات, فإن الحى يخشى عليه من الفتنة**
فنحن بحاجة إلى أن نتعلم منهم العزة والثبات فى زمن قل فيه الثابتون والثابتات إلا من رحم ربى ولا حول ولا قوة إلا بالله وسيرة الصحابة والصحابيات زاخرة بتضحياتهم ...
هيا بنا نقف وقفات مع نساء مؤمنات رجحن عقولهن .... نساء بذلن حياتهن لنصرة دينهن فرضى الله عنهن وأرضاهن
ومن هؤلاء النساء
ماشطة ابنة فرعون
لقد حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء بخبر هذه المرأة فاسمعن لها فيها ما يكون عونا لنا على الثبات إن شاء الله
لما كانت الليلة التي أسري بي فيها أتت علي رائحة طيبة فقلت : يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة فقال : هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها قال : قلت : وما شأنها قال : بينما هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقطت المدرى من يديها فقالت : بسم الله فقالت لها ابنة فرعون : أبي قالت : لا ولكن ربي ورب أبيك الله قالت : أخبره بذلك قالت : نعم فأخبرته فدعاها فقال : يا فلانة وإن لك ربا غيري قالت : نعم ربي وربك الله فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها قالت له : إن لي إليك حاجة قال : وما حاجتك قالت : أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد وتدفننا قال : ذلك لك علينا من الحق قال : فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحدا واحدا إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع وكأنها تقاعست من أجله قال : يا أمه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فاقتحمت قال : قال ابن عباس : تكلم أربعة صغار عيسى بن مريم عليه السلام وصاحب جريج وشاهد يوسف وابن ماشطة ابنة فرعون الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 4/295
فلننظر إلى حال هذه المرأة المؤمنة لما غزا الإيمان قلبها ملك عليها أمرها فكانت تمزج حلاوة الإيمان بمرارة العذاب فاشتاقت إلى ربها وعلمت أنما هى ساعات من العذاب ثم تعود إلى الله عز وجل فى جنات ونهر ....لقد ذاقت هذه المرأة أشد أنواع العذاب من فرعون وجنوده ولكنها ثبتت على إيمانها وهذا هو ما يفعله الإيمان بالنفوس
فأولياء الله يجودون بأنفسهم فى سبيل الله ,فهذا هو الثبات على الحق حتى الممات
قال الله تعالى يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم : 27]
| |
|
|
|
|